الرواية تحكي قصة المسيح عليه السلام منذ ولادته حتى ... من وجهة نظر خوسيه ساراماغو والذي لعب دور المؤرخ لسيرة يسوع ابن يوسف النجار.. سيرة؛ قد لا توافق على ما ذُكر فيها بوصفك مسلما أو مسيحيا أو يهوديا لكن من الممتع والرائع أن تحيا هذه السيرة بقراءتها .. (ولا تنسى أن أفكارك ومعتقداتك مازالت في ذاك الصندوق ... فلا خوف هناك إذن)!!!!1 إذا قرأت هذه السيرة بحيادية فلسوف يتسع عقلك لمساءلة العديد من القضايا والأفكار الرائعة والتي طرحها ساراماغو بأسلوب خفي شيق.... وستفاجأ خلال قراءتك أن الرواية ترمي إلى مناقشة الطبيعة البشرية أكثر مما ترمي إلى مناقشة سيرة يسوع الناصري ثم هناك مصيبة كبرى رائعة تنتظرك في صفحة 320 وتمتد على مدار 30 صفحة إذ يجتمع الرب والشيطان ويسوع على قارب واحد وتبدأ مناظرة رائعةتشعر معها إن ساراماغو يمد يده إلى دماغك ويهزها هزا عنيفا ويسألك أن تفكر وتفكر وتفكر.... هنا .. الكثير من الأفكار التي سوف تستغربها فإذا لم يكن صدرك رحبا؛ فلن تستطيع تلافيف دماغك التقاط موجات هذه الأفكار .. فكن صبورا وحياديا في النهاية أذكر الشيء الأهم الذي لم أشعر به أبدا سوى عندما صوره ساراماغو في هذه الرواية وهو مقدار المعاناة التي عاناها المسيح عندما بعثه الله لقومه والألم الذي شعر به عندما كذبه أقرب الأقربين له ... فلم ينجح أي كتاب قرأته قبل ذلك عن أي من الأنبياء في تجسيد معاناتهم _ عليهم السلام _ مثلما نجح ساراماغو في تجسيدها هنا